يعاني لبنان منذ سنوات من أزمة كبيرة على صعيد تصدير المنتوجات الزراعية وغيرها، نتيجة إقفال المعابر مع الدول وعدم التصدير الى الخارج، وتجربة النبيذ اللبناني وتسويقه في العالم أثبتت أنه يمكن أن تكون وزارة الزراعة واحدة من أكثر الوزارات المنتجة لناحية دعم الإقتصاد الوطني...
عملياً يحتاج المنتج اللبناني الى تصريف إنتاجه وهذا لا يمكن أن يحصل إلا عبر تأمين أسواق خارجيّة له، ففي كاليفورنيا مثلاً كان هناك معرض للمنتوجات الزراعية وأدخلت اليه المنتجات الللبنانية وهكذا حصل مع كندا وغيرها من البلدان. هذا ما تؤكده مصادر مطلعة عبر "النشرة"، مشيرةً الى أن "العلاقة السياسية هي التي تؤمن العلاقة الإقتصادية وتفتح أسواقا جديدة لتصريف الإنتاج كما حصل مع النبيذ اللبناني، الذي يعدّ أولى التجارب في وزارة الزراعة، والإنفتاح على الأسواق الخارجيّة رفع إنتاج النبيذ من ستة ملايين زجاجة في العام 2012 الى ثلاثة عشر مليون زجاجة حالياً".
النبيذ اللبناني في العالم
في العام 2013 بدأت وزارة الزراعة مع الوزير بالتكليف جبران باسيل وقتذاك بتنظيم أيام أوروبيّة وأميركيّة تسويقيّة للنبيذ اللبناني في باريس، نيويورك، لوس أنجليس وغيرها من البلدان وصولاً الى جنيف وزوريخ، والهدف من تنظيم هذه الأيام بحسب ما يؤكد مدير عام وزارة الزراعة لويس لحود هو "إقامة تواصل بين المنتج اللبناني والأسواق على صعيد المستهلك وغيرها ومع الجاليات اللبنانية في الدول الخارجية"، مشيرا الى أن "هذا الأمر ترافق مع التعاون مع السفارات والبعثات الدبلوماسيّة في الخارج"، مضيفاً: "التعاون بين وزارتي الخارجيّة والزراعة ساهم برفع إنتاجيّة النبيذ، ومع أسواق الصين نحاول زيادة الكميّة والتصدير اليها وحدها عشرة ملايين زجاجة"، شارحاً أن "التصدير بهذه الكميات الى الخارج يساعدنا على زيادة إنتاج العنب وبالتالي يؤمن فرص للبنانيين".
أيام المونة في أوروبا
والنبيذ اللبناني ليس الوحيد من المنتجات الذي يُعمل على تصديره الى الخارج، فقد بدأت وزارة الزراعة بإقامة أيام للمونة والمطبخ اللبناني بين لبنان وهنغاريا وهذه المنتجات تتضمّن الزبيب، الدبس، العسل، المكسّرات، الحلاوة والطحينة ومختلف أنواع المازة، إضافة الى المنتجات الزراعيّة الطازجة مثل الحمضيّات والموز والكثير من المنتجات. وهنا يشير لويس لحود الى أننا "وقعنا إتفاقيّة جديدة مع وزير الزراعة الصربي وأخرى مع بلغاريا في هذا المجال، ونعمل على التوقيع مع كرواتيا"، مشددا على أن "الإنفتاح على أوروبا الشرقيّة جاء نتيجة جولاتنا مع الوزير باسيل على هنغاريا وبولونيا، حيث يعمل على تحضير يوم لبنان في هنغاريا، وحُدّد يوم لبنان في صربيا في حزيران المقبل، وهذا الانفتاح يسمح بالتصدير بكميّات ويساعد على زيادة الانتاج".
الاسواق الخارجية تضاعف الإنتاج
يشدّد مدير عام وزارة الزراعة عبر "النشرة" على أن "أسلوب العمل هذا سينعكس على تسويق وتصريف الإنتاج، تثبيت المزارع بأرضه وتحريك العجلة الإقتصادية في المناطق الزراعيّة". في حين أن رئيس تجمع المزارعين ابراهيم ترشيشي يوضح عبر "النشرة" على أن "المزارع اللبناني لا يترك تقنية إلا ويستخدمها"، مشيرا الى أننا "نعاني في هذه الأيام من الركود في التصدير"، آملاً أن "ينمو ويعود كما كان في السابق الى الأفضل ولكن المطلوب هو تخفيض الضرائب".
إذاً، تعدّ وزارة الزراعة واحدة من أهمّ الأبواب لدفع عجلة الإقتصاد اللبناني، خصوصاً إذا ما تم فتح أسواق للمنتجات اللبنانيّة في الخارج، فهل ينجح المعنيّون من الإستفادة من الفرص!؟.